شهدت مباراة الأهلي وباير ليفركوزن الألماني أحداثاً غريبة لا تتناسب على
الإطلاق مع كونها مباراة ودية ضمن معسكر الفريق الأول استعداداً للموسم
الجديد.
وبغض النظر عن مدى صحة القرار التحكيمي الذي نتج عنه طرد أحمد
السيد في الشوط الأول وطرد حسام البدري المدير الفني "الجديد" مع نهايته،
إلا أن ما حدث بين شوطي المباراة وقبل بداية الشوط الثاني هو أمر غير
مقبول على الإطلاق.
فبعد نهاية الشوط الاول اعترض البدري على قرار الحكم بطريقة
عصبية وكأنه يخوض مباراة نهائي دوري أبطال إفريقيا أو مباراة فاصلة لتحديد
بطل الدوري.
و لم يكتف البدري بذلك، بل رفض الخروج من أرض الملعب مع بداية الشوط
الثاني، لينقل إلى لاعبيه التوتر والعصبية بدلاً من أن يحاول الاستفادة من
هذا الموقف وخوض تجربة اللعب أمام منافس قوي بعد طرد أحد لاعبيه.
ولم يقبل البدري بأن يغادر أرض الملعب إلا بعد أن ترجاه النجم
الألماني رودي فولر الذي شاهد المباراة من المقصورة ودعاه للصعود معه
والجلوس "بجانبه" ليرضخ بعدها المدرب المصري ويتنازل عن قراره!
اعتراض البدري "بهذه الطريقة" يعد أمراً خاطئاً بكل المقاييس،
حيث قدم الأهلي أداءً باهتاً في الشوط الثاني، وتلقت شباكه هدفا آخر وسط
توتر لاعبيه وغياب الثقة بالنفس والدافع لتحقيق التعادل.
ولا أجد للبدري مسوغاً على الإطلاق للوقوع في مثل هذه الزلة حتى
ولو تعرض فريقه إلى ظلم تحكيمي مجحف، حيث أن مثل هذه التصرفات تضر بالفريق
الذي يستعد لموسم جديد من المتوقع له أن يكون أقوى من سابقه.
أما إذا كان لاعبو الأهلي قد تعرضوا إلى إهانات بالفعل من حكم
المباراة والذي عاملهم – على حد قولهم – كالعبيد، فكان من الأحرى أن ينسحب
البدري كلياً من البطولة بدلاً من أن يتعرض للطرد، ويرفض القرار ثم يرضخ
وينفذه، ويخسر المباراة في النهاية !
وفي النهاية أود أن أقول إن البدري إذا ما قرر اتباع هذا النهج
في المباريات المحلية والإفريقية فلن يجد سوى البطاقة الحمراء التي ستؤثر
بشكل كبير على نتائج فريقه وبالتالي على منصبه كمدير فني للمرة الأولى في
حياته.
ملحوظة أخيرة
لم تبدُ على الهولندي فرانك ريكارد "المدرب المعروف" والمدير
الفني لفريق جالطاسراي أي علامة من علامات الاعتراض خلال مباراة فريقه
الأولى في البطولة الودية نفسها أمام الأهلي والتي شهدت التحامات عنيفة
و"غير شرعية" من لاعبي الفريق المصري وانتهت بخسارة الأهلي أيضا.